15 - 10 - 2024

مؤشرات| منظومة "ثاد" الأمريكية لإسرائيل تأكيد على دعم الإرهاب الصهيوني

مؤشرات| منظومة

لا يمر يوم إلا وتثبت أمريكا مشاركتها في مزيد من القتل وإسالة دماء الفلسطينيين في غزة والضفة، واللبنانيين في الجنوب بل في كل مكان بالدولة اللبنانية، لتؤكد كذبها الدائم، بأنها تسعى إلى وقف الحرب الصهيونية.

آخر ما قامت به واشنطن الداعم الأكبر لإرهاب الصهيونية في العالم، هو نشر منظومة الدفاع الصاروخي المتقدمة "ثاد" في إسرائيل، وتوفير مظلة حماية للكيان الصهيوني ليس من إيران فقط حال توجيه ضربات متبادلة، بل أيضا للحماية من المقاومة اللبنانية والفلسطينية، وتوفير غطاء لتوجيه أعمال عسكرية على لبنان وغزة.

وأي تفسير أمريكي، وصهيوني، غير ذلك، مجرد هراء، فما يقال إن هذه الصواريخ بمثابة حوافز أمريكية لإسرائيل لعدم التصعيد والابتعاد عن استهداف منشآت نووية لإيران ومنع اندلاع حرب إقليمية، ليس إلا محاولات لتشتيت الانتباه عن الأهداف المشتركة بين الصهيونية والأمريكان.

البيان الرسمي الصادر عن البنتاجون، يقول "بتوجيه من الرئيس جو بايدن، فقد أذن لوزير الدفاع "لويد أوستن" بنشر بطارية الدفاع الجوي الصاروخي عالي الارتفاع "ثاد" وطاقم من العسكريين الأمريكيين في إسرائيل للمساعدة في تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية".

القرار واضح وضوح الشمس، حيث تعتبر منظومة "ثاد" خط دفاع وحرب إضافي وجديد للكيان الصهيوني، وليس مجرد مظلة حماية، وبالفعل أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية رسميا نشر نظام (ثاد) وطاقمها في إسرائيل.

صحيح أن منظومة الدفاع الجوي ثاد تختص باعتراض الصواريخ الباليستية وخاصة الفرط صوتي داخل وخارج الغلاف الجوي، إلا أنها مد أيادي أمريكية مساعدة للكيان الصهيوني، في عدوانه على الفلسطينيين واللبنانيين، وفي أي مواجهات أخرى، لتؤكد أنها وسيط غير مؤتمن وغير نزيه، فليس من المقبول أن يثق أحد في وسيط داعم بكل الوسائل لعدو ومغتصب.

بل هناك تفسير مقبول في دعم واشنطن للكيان الصهيوني بهذه المنظومة، بأنه ضمن خطة مشتركة بين الصهاينة وأمريكا، لتوفير الغطاء لتوجيه ضربات إلى لبنان، وإيران، ومزيد من الأعمال البربرية ضد أهالي غزة، وربما تحدث تطورات واعمال تصعيد في المنطقة، بدعم أمريكي واضح. خصوصُا أن أمريكا تشعر بأن كل دعمها للكيان الصهيوني لم يحقق لها الحماية من صواريخ إيران، ومسيرات المقاومة اللبنانية، فغالبية التقارير تؤكد أن أكثر من نصف صواريخ إيران حققت أهدافها، ونفس الشيء في عملية حزب الله الناجحة ضد قاعدة "جولاني"، ولن تقلح القبة الحديدية أو المنظومات الدفاعية القائمة من سهم 2 وسهم 3 ومقلاع داود في الحيلولة من وصول الصواريخ والمسيرات لأهدافها.

فكيف يقتنع أحد بما يقوله الأمريكيون عن السلام في الشرق الأوسط؟، بينما يخرجون ويؤكدون أن واشنطن ملتزمة بأمن إسرائيل، وهو ما تجسد في توقيع الولايات المتحدة صفقات أسلحة بمليارات الدولارات وتتجاوز 26.4 مليار دولار، منها 14 مليارا كمساعدات عسكرية، مع الكيان الصهيوني والاتفاق على خطط تطوير الهياكل العسكرية في إسرائيل، وقاعدة في جنوب إسرائيل والبنية التحتية للطيران.
---------------------------------
بقلم: محمود الحضري


مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات| منظومة